الأحد، 20 ديسمبر 2015

شـارع المعز لدين الله



8 من ربيع الأول 1437 هـ     004
شـارع المعز لدين الله

 

 

شارع المعز لدين الله في القاهرة (مصر)؛؛ يمثل أكبر متحف مفتوح للآثار الإسلامية في العالم، ويقع في "منطقة الأزهر بالقاهرة الفاطمية أو قاهرة المعز" ..

يرجع تاريخ شارع المعز لدين الله إلى عام 969م منذ إنشاء القاهرة الفاطمية، وتم تسميته بهذا الاسم نسبة إلى "المعز لدين الله الخليفة الفاطمي" الذي أرسل قائده "جوهر الصقلي" إلى مصر عام 358هـ/969م؛ لتصبح مصر منذ ذلك التاريخ وحتى عام 567هـ/1171م تحت الحكم الفاطمي.

يعتبر شارع المعز لدين الله عصب مدينة القاهرة منذ نشأتها ويضم كوكبة من أجمل الآثار الإسلامية بالعالم يصل عددها إلى 29 أثرًا، حيث تنفرد تلك الآثار برونق خاص من حيث جمال ودقة وتنوع وضخامة العمارة والزخرفة، وتتميز ليس فقط بمساجدها الشامخة، بل تضم أيضا مدارس ومدافن وبيمارستانات (مستشفيات) وأسبلة وكتاتيب وقصوراً، ومن بين تلك الآثار ما يرجع إلى العصر الفاطمي والعصر الأيوبي وعصر المماليك البحرية والمماليك الشراكسة وهى فترة العصور الوسطى والتي تمتد من القرن العاشر حتى القرن السادس عشر ميلاديــًا، علاوة على العصر العثماني ثم عصر محمد علي وهي آثار تزخر بجمال المباني الأثرية والزخرفة المعمارية والروحانية الذي يشهد بروعة الفنان والمعماري المصري المسلم.

 

1- جامع الحاكم بأمر الله 379/989م – 403هـ/1013م: كان البدء في بنائه في عهد "العزيز بالله الفاطمي" عام 379هـ/989م ولكنه توفى قبل إتمامه فأتمه ابنه "الحاكم بأمر الله" 403هـ لذا نُسب إليه وصار يعرف بجامع الحاكم، وهو ثاني مساجد القاهرة إتساعــًا بعد مسجد ابن طولون.

 






2- باب الفتوح‏ 480هـ/‏1087م: هو أحد بوابات أسوار القاهرة من السور الشمالي ويبعد عنه بمسافة "باب النصر"، وقد أنشأهما "الوزير بدر الدين الجمالي" للسيطرة على مداخل القاهرة الفاطمية، أُنشئ هذان الباب بأبراجه من الحجر ويبلغ عرض الكتلة البنائية ‏22.85‏م وعمقها ‏25‏م وارتفاعها ‏22‏م، وتبرز ثلث الكتلة البنائية خارج الأسوار أما الثلثان الباقيان فيقعان داخل المدينة، يتكون باب الفتوح من برجين كل منهما بواجهة مستديرة؛ وهو مزين بزخارف نباتية وهندسية.

 

باب الفتوح

3- باب زويلة 485‏ه/‏1092‏م‏: هو أحد بوابات أسوار القاهرة من السور الجنوبي، وقام بتشييدها "الوزير بدر الدين الجمالي"، يعرف الباب أيضًا باسم "بوابة المتولي" ويتكون من كتلة بنائية ضخمة عرضها ‏25.72‏م وعمقها ‏25‏م وارتفاعها ‏24‏م عن المستوي الأصلي للشارع.

 

باب زويلة

4- زاوية أبو الخير الكليباتي: تقع هذه الزاوية في الشارع المسمى بأبي الخير الكليباتي والمتفرع من شارع المعز لدين الله ، كان بناؤها على عهد الخليفة الفاطمي "الظاهر لإعزاز دين الله".

 

زاوية أبو الخير الكليباتي
5- جامع الأقمر 1125م: وهو من أصـغر مسـاجد القـاهرة ولكنه تحـفة معمـارية أصيلـة، وهو المسجد الوحـيد الـذى ينخفـض مستـواه عن سطح الأرض، وهو أول جامع توازي واجهته خط تنظيم الشارع بدل أن تكون موازية للصحن وذلك لكى تصير القبلة متخذة وضعها الصحيح، أمر بإنشائه "الخليفة الفاطمي الآمر بأحكام الله أبو على المنصور بن المستعلى بالله"، وأمر وزيره "المأمون البطائحى" بالإشراف على بنائه وفرغ من بنائه في عام 1125م، وقد أُنشئ الجامع بالنحاسين فى مكان دير قديم يُسمى "دير العظام أو العظم" بالقرب من مواقع القصور الفاطمية، وقد سُمي باسم "جامع الأقمر"  نظرًا للون حجارته البيضاء التي تشبه لون القمر، ويرى في مدخل الجامع لأول مرة في عمارة المساجد العقد المعشق الذى انتشر في العمارة المملوكية في القرن الخامس عشر.



جامع الأقمر

6- جامع الفكهاني: يعود تاريخه إلي القرن السادس الهجري/الحادي عشر الميلادي ويقع المسجد علي رأس حارة حوش قدم بشارع المعز لدين الله، وقد أنشأ المسجد القديم "الخليفة الظافر بنصر الله أبوالمنصور إسماعيل بن الحافظ لدين الله أبي الميمون عبدالمجيد بن الأمر بأحكام الله" عام 543هـ/1148م، وكان مسجدًا معلقــًا .. أي يقوم فوق طبقة خصصت لحوانيت أوقفها منشئه علي خادمي المسجد وعلى من يقرأ فيه؛ وفي نهاية القرن التاسع الهجري ومطلع القرن الخامس عشر الميلادي عُني بزخرفته وعمارته "الأمير يشبك بن مهدي"، وأزال من حوله عمائر كانت تحجب عنه الرؤية وفي عام 1148هـ/1736م جدد هذا المسجد "الأمير أحمد كتخدا".

 


جامع الفكهاني

7- مدرسة وقبة نجم الدين أيوب: تـقع إلى الـشرق بين شارع الـصاغـة وبين القصرين، أنشأه "الـصــالـح نجم الـــدين أيــوب" آخــر سلاطين الأيوبيين لتـدريـس المذاهب الأربعة في مصر بدلاً من المذهب الشيعي الذي كان يـدرسه الفـاطـميـون ولم يـبق من المدرسـة سـوى الواجهة الـرئيـسيـة التي تتـوسطهـا المأذنة وأجــزاء من الإيوان الغربي.

مدرسة وقبة نجم الدين أيوب


8- المدرسة الكاملية: تقع إلى الغرب من شارع النحاسيين، أنشأها "السلطان الكامل" عام 622هـ/1225م، وكانت في الأصل عبارة عن إيوانين (بنائين) بينهما صحن مكشوف إلإ أنها هدمت ولم يبق منها إلا الإيوان الغربي، وتُعد هذه المدرسة ثانى مدرسة لتدريس الحديث بعد المدرسة التى أنشأها "الملك العادل نور الدين زنكى" فى دمشق.

 


المدرسة الكاملية

9- مدرسة الظاهر بيبرس: أسست هذه المدرسة خلال العصر المملوكي عام 660-662هـ، في شارع المعز ملاصقة لمدفن "الصالح نجم الدين أيوب" بواسطة "الظاهر بيبرس"، تُعد المدرسة من أكبر المدارس في العصر المملوكي.

 

مسجد ومدرسة الظاهر بيبرس

10- المدرسة الأشرفية: تقع بشارع المعز لدين الله الفاطمي في قلب القاهرة، تسمى "المدرسة الأشرفية" نسبة إلى صاحبها "السلطان الملك الأشرف برسباي الدقماتي الظاهري"، الذي أمر بإنشائها بالقرب من حي الصاغة على أنقاض بعض الحوانيت التي كانت تعلوها الرِباع ومن ورائها ساحات هدمت لإنشاء هذه المدرسة.

وتُعد "مدرسة الأشرفية" من أعظم المدارس المملوكية فهي تعبر عن عصر من أبهى عصور الحكم الإسلامي، وهو عصر السلاطين المماليك البرجية، والمبنى عبارة عن منشأة خيرية عظيمة، أُنشئت لتضم العديد من الوظائف بين طياتها، ففيها السبيل لسقاية المارة وابن السبيل، يعلوها الكُتاب لتعليم الأيتام من الأطفال ليتعلموا القراءة والكتابة وحفظ كتاب الله، هذا بالإضافة إلى كسوتهم واعطائهم منحة مالية تكفيهم السؤال، وتحثهم على دوام الحضور، بالاضافة للمدرسة التي تعلم الدين الإسلامي.

 


مسجد ومدرسة الأشرفية

11- قبة ومدرسة وبيمارستان المنصور قلاوون: أمر بإنشاء هذه المجموعة "المنصور سيف الدين قلاوون" عام 684هـ/1285م وقد خصص القبة ليدفن فيها هو وأفراد أسرته، كما خصص المدرسة لإقامة الشعائر الدينية وتدريس مختلف العلوم والبيمارستان (المستشفى) لمعالجة جميع الأمراض ودراسة الطب.

 



المنصور قلاوون

12- مدرسة الناصر محمد بن قلاوون: تقع بشارع المعز لدين الله في موقع ما بين قبة الملك المنصور قلاوون ومسجد برقوق، بدأ بإنشائه "الملك العادل كتبغا المنصوري" عام 695هـ/ 1295م عندما تولى ملك مصر عام 694هـ/1294م فشرع في البناء حتى وصل إلى مستوى الكتابات الظاهرة على واجهته، ثم حدث أن خُلِع الملك العادل قبل أن يتمه، وتولى "الناصر محمد بن قلاوون" سنة 698هـ/ 1299م الذي أمر بإتمامه فتم البناء في سنة 703هـ/1304م ونسب إليه، وأهم ما يسترعى النظر في واجهة المدرسة الباب الرخامي الذي يعتبر بطرازه القوطي غريبــًا عن العمارة الإسلامية فقد كان لأحد كنائس عكا فلما فتحها "الأشرف خليل بن قلاوون" عام 690هـ/1291م نقل إلى القاهرة ووضع في هذا المسجد في عهد "الملك العادل كتبغا" عندما شرع في إنشائه.

   


مسجد ومدرسة الناصر محمد بن قلاوون

 13- قصر الأمير بشتاك: يقع فى منطقة النحاسين بجوار "سبيل كتخدا" وتجاه "المدرسة الكاملية"، أنشأه "الأمير سيف الدين بشتاك الناصرى"، أحد أمراء "الناصر محمد بن قلاوون" وهو من أفخم مباني القرن الثامن الهجري.


ويتكون ‏القصر من‏ ‏ثلاثة طوابق،‏ ‏الأرضي‏ ‏به‏ ‏قاعة‏ ‏وإسطبلات‏ ‏ومخازن‏ ‏غلال‏ ‏وغرف‏ الخدم‏، ‏والطابق‏ ‏الثاني‏ منه ‏يضم‏ ‏قاعة‏ ‏احتفالات‏ ‏وغرف‏ ‏النوم‏، فيما ‏كان يخصص الطابق الثالث ‏للحريم‏ إلا أنه تعرض للهدم.

‏والقاعة الرئيسية للقصر يتقدمها سطح مكشوف علي يساره حجرة تؤدي إلي القاعة الرئيسية، ويتعامد عليها أربعة إيوانات سقفها خشبي يحوي زخرفة قطع خشبية، وفي الوسط توجد فسقية من الرخام الملون لترطيب الجو برذاذ مائها المتطاير أثناء جلوس الأمير وزواره.

 




قصر الأمير بشتاك

14- مسجد ومدرسة السلطان برقوق 786هـ/1384م 788هـ/1386م: يقع هذا المسجد بشارع المعز لدين الله بين "المدرسة الكاملية" "ومسجد الناصر محمد"، أنشأه "السلطان الظاهر أبو سعيد برقوق"، وهو أول من تولى حكم مصر من المماليك الجراكسة؛ وقد بُني هذا المسجد على نظام المدارس ذات التخطيط المتعامد فهو مكون من صحن مكشوف تحيط به أربع إيوانات.

 


مسجد ومدرسة السلطان برقوق

15- جامع السلطان المؤيد 818هـ/1415م 823 هـ/1420م: شَرع "السلطان المؤيد" في إنشائه عام 818/1415م  وأتمه عام 823 هـ/1420م، يشرف الجامع بوجهته الرئيسية على شارع المعز لدين الله على يسار الداخل من باب زويلة.

 



جامع السلطان المؤيد

16- حمام السلطان الأشرف إينال: يقع بشارع المعز لدين الله ويعود بنائه لعام ‏861‏هـ‏/1456‏م‏،‏ تطل واجهة الحمام علي شارع المعز ويؤدي مدخله الرئيسي إلي ممر منكسر حتى لا يستطيع المارة في الشارع مشاهدة من بالداخل.

 


حمام السلطان إينال

 

17- مجموعة الغوري (مدرسة ومسجد ومنزل ومقعد وقبة وسبيل وكُتَّاب قنصوه الغوري): تقع تلك الكتلة المعمارية المتمثلة في القبة الضريحية والسبيل والكُتَّاب والخانقاه والمنزل والمقعد على رأس تقاطع شارع الغورية – شارع المعز لدين الله، وقد أنشأها "السلطان قنصوه الغوري" عام 909هـ/1504 – 910هـ/1505م وتتكون من مسجد ومدرسة وقبة ووكالة وحمام ومنزل ومقعد وسبيل وكتاب.

 





مجموعة الغوري

18- سبيل وكُتاب خسرو باشا 943هـ/1535م: يقع هذا السبيل في شارع المعز لدين الله أمام مجموعة السلطان قلاوون، ويعتبر أقدم الأسبلة العثمانية الباقية بمدينة القاهرة.

 


سبيل خسرو باشا

19- منزل مصطفى جعفر السلحدار: وهو أحد كبار تجار البن فى القرن السادس عشر، وقد أنشأ منزله عام 1713م  والذي يقع بأول حارة الدرب الأصغر المتفرعة من "شارع المعز".

 

منزل السلحدار

20- سبيل وكُتَّاب عبد الرحمن كتخدا: يقع في شارع المعز مطلاً بواجهته الجنوبية على قصر بشتاك، ويرجع إنشاؤه إلى عام 1744م وأنشأه الأمير الكبير عبدالرحمن كتخدا، ويتكون من غرفة تسبيل لتزويد عابرى السبيل بالماء ويعلوه غرفة الكُتاب لتعليم أيتام المسلمين.

 

سبيل عبد الرحمن كتخدا

21- سبيل نفيسة البيضا وواجهة وكالتها: تنسب هذه المجموعة الأثرية لنفيسة البيضاء الزوجة الثانية لمراد بك الذي حكم مصر لمدة تزيد على عشرين سنة، والتي كانت من أثرى نساء عصرها نتيجة استثمار أموالها وتجارتها في الأسواق.

أنشأت "السيدة نفيسة البيضا" وكالتها في الطرف الجنوبي لشارع المعز لدين الله الفاطمي بالقرب من بوابة المدينة ثم ألحقت بها سبيلاً وكتابًا شيدتهما عام 1211هـ/1796م في مبنى من طابقين ملاصق للوكالة.

وتُعد هذه المجموعة الأثرية في عصرها بمثابة مركزٍ خيري يحوي سبيلاً يعلوه كُتاب ووكالة تجارية بها محالٌ تؤجر ويستغل ريعها للصرف على السبيل والكُتاب، إضافة إلى حمامين يُستَغلُ ريعهما لأوجه الخير، ويعلو الوكالة والحمامين ريعٌ لإسكان فقراء المسلمين بمبالغ رمزية، وقد عُرِفَت هذه المجموعة باسم "السكرية"، وقد نقشت على واجهة السبيل أبياتٌ شعرية تمتدح فضائل تلك السيدة.

 


 

22- مسجد وسبيل وكُتَّاب سليمان أغا السلحدار: هو أحد أروع وأندر المساجد الأثرية بطرازه المعماري الذي جعل منه لؤلؤة المنطقة التي تزخر بالآثار الإسلامية، ويقع المسجد بشارع المعز لدين الله على يسار السائر به في اتجاه "باب الفتوح"، بدأ "الأمير سليمان أغا السلحدار" في عهد "محمد علي باشا الكبير" في تشييده سنة 1253هـ /1837م، وأتمه في عام 1255هـ/1839م، وقد شُيد المسجد على طريقة المساجد العثمانية، وهو مقسم الى ثلاثة أروقة وملحق به سبيل ماء وكُتَّاب لتعليم القرآن والدِّين وعدة حجرات أهمها حجرة السبيل.

 




مسجد وسبيل سليمان أغا

23- سبيل محمد علي بالعقادين: تقع سبيل العقادين علي رأس حارة الروم بالغورية، أنشأه "محمد علي الكبير" عام‏1820‏م صدقة على روح ابنه "طوسون" ويتضح فيه التأثر بالفن الأوروبي.‏

 


سبيل محمد علي بالعقادين

24- سبيل محمد علي بالنحاسين: تقع تلك السبيل أمام مسجد الناصر محمد بن قلاوون، وقد أُنشئت صدقة علي روح "إسماعيل باشا" الذي توفي عام‏1822‏م وواجهته مكونة من أربعة أضلاع يغطي كلا منها شباك نحاس وقد اكتست الأضلاع بالرخام ويعلو كل شباك لوحة مكتوبة بالتركية كما هو الحادث في السبيل التي تسبقها.

 

سبيل محمد علي بالنحاسين

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق